حلمتُ أن يَجيءَ فطرنا السعيدْ
على جوادهِ العتيدْ
ويبذرَ السلامَ في ربوعنا
والحُبَّ في قلوبنا
ويمسحَ السوادَ عن محاجرِ العبيدْ
حلمتُ أن يجيءَ فطرنا
ليجعلَ الإيمانَ درعَنا
ويلبسَ الإخاءَ دربَنا
ويزرعَ السرورَ في مطارفِ الورودْ
حلمتُ أن يطوفَ فطرنا
على جوانجِ الأثيرْ
ليبعثَ المطرْ
والخيرَ والثمرْ
لأهلي الجياعِ والحفاةْ
ليرجعَ الغريبَ للديارْ
ويطعمَ المحتلَ جذوةَ الصَّفَارْ
ويحملَ الصِّفَارَ للسمرْ
لبسمةِ الساحاتِ والقمرْ
حلمتُ أن يجيءَ فطرُنا
مليكُ هذه الشهورْ
ويطعمَ اليتيمَ كنزَه المقدورْ
ويجمعَ البعيدَ بالمقيمْ
والعدلَ بالمظلومْ
والغيمَ بالمطرْ
والليلَ بالقمرْ
حبيبُنَا الفِرِّيدُ.. فطرُنَا
السعيدْ..
___________________________________________
ذاكَ لكْ.
خمسةٌ من سُعفِ الشعرِ
وديوانِ القُبلْ
منذُ بدء الخلقِ
مرسومٌ على لَوحِ الأملْ
جعفرُ النهرُ الوسيميُّ الظلالْ
منذُ أنْ كان أقامتهُ الفصولْ
في مواويلِ الزَّهرْ
أرَّختهُ القُبراتْ
عندما لاحَ من اللحنِ الوترْ
كفُّه البحرُ وعيناه الربيعُ المنتظرْ
وجمالُ العاشقينْ
رايةُ للأرجوانْ
طِيبهُ من واحةِ الفُلِّ ومن وردِ الحنينْ
وهو مُذْ كان، الينابيعُ العذارى
وشرودُ الياسمينْ
وملاكُ الأقحوانْ
سمرةُ الزنبقِ شدوُ الهمساتْ
حمرةُ الفلِّ وإكليلُ السِّمَاتْ
لبستْ في قلبها الطيبَ ومدَّتْ
نرجسَ الكفَّ وعشبَ الحالمينْ
وجنانُ الوردُ والزهرُ
وميلادُ النسيمْ
بين عينيها سهوبٌ وأقاحٍ وادعةْ
حملتْ نهرَ السفرْ
وتوارتْ خلفَ قلبٍ من عصافيرِ
السنينْ
يدُها ترسمُ في الماءِ الصورْ
وغناءَ الكادحينْ
وختامُ المسكِ والعطرِ الزلالْ
مروةُ البسمةُ والسحرُ الحلال
جوقةٌ من أغنياتِ الشمسِ
ميلادِ الجمالْ
دَمُهَا الشهدُ إذا ما طافَ
في الوجهِ الخيالْ
ومآقيها انفتاحُ الأُفقِ
للدنيا على ألفِ سؤالْ
ذاكَ لكْ
خمسةٌ من سفنِ الشِّعْرِ
وديوانِ السمرْ
آهِ ماذا بعدُ ماذا
قد حصدتَ اليومَ من هذا السفرْ
عبرَ خمسين وهادٌ وجبالٌ
وروابٍ وحُفرْ
وتجاوزتَ المفازاتِ
زرعتَ الأرضَ شعراً
والسماواتِ صورْ
ذاك لكْ
منزلٌ أصغرُ من قلبكَ من عمركَ
في الوردِ وفي الزهرِ يُقيمْ
واقعاً بين مصبِّ الروحِ شوقِ الذكريات
فاتحاً للعطرِ للحلمِ وللضيفِ الجهاتْ
منزلٌ في الشرفةِ يسقيهِ القمرْ
وادعٌ مثل الأقاحي
وهي تستلُّ من الغيمِ المطرْ
ذاكَ لكْ..
زمنٌ يركضُ خلفكْ
حاملاً في كفهِ ثقلَ الدهورْ
لا تقلْ وقتكَ وردٌ وسرورُ
كلُّ عمرٍ فيهِ ضدانِ
عبوسٌ وحبورُ
هي لكْ..
خمسةٌ من مدنِ الشعرِ
وياقوتِ السمرْ
أيها السائرُ بين الكلماتْ
وعلى جفنيكَ بستانُ سهرْ
نسيتكَ القبراتْ
في مناقيرِ الوترْ
فارجعِ الحرفَ إلى كهفِ الكلامْ
وانتظرْ أين المفرْ